التنمية الذاتية بين الوهم و الحقيقة.
بسم الله الرحمان الرحيم.
الله إني أسأك علما نافعا و رزقا طيبا و عملا متقبلا.
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
تاريخ اليوم 25 غشت 2020 الساعة 19:10
التنمية الذاتية بين الوهم و الحقيقة عنوان شيق و أنا بدوري متحمس لنقاشه معك أيها الزائر الوفي لمدونتي "ركن التأمل" إن التنمية الذاتية عرفت رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة مع ظهور عدة دورات تدريبية في العالم العربي و كثرة قنوات اليوتيوب التي تطرح مواضيع تطوير الذات، كما أن الإعلام سلط الضوء على ضرورة تطوير الذات في النجاح.
إن هذا الأمر سهل الطريق لبعض الغشاشين منعدمي الضمير للتطفل إلى هذا المجال، يلوثون عقول الناس بكلام لا صحة له و ما زاد حبهم لمهنتهم هذه هو قبول الجمهور لهم ( جمهور يكون مبتدئ في هذا المجال و يشجع مثل هؤلاء دون أن يعلموا بأنهم يساهمون في تدمير انفسهم ).
حتى أكون واضحا معك ايها الزائر الوفي ، سأحاول أن أعرف التنمية الذاتية، إن التنمية الذاتية هي حركة يقوم بها شخص ما بغية التقدم و التطوير من نفسه، هذه الحركة تختلف باختلاف الشخصيات فمنهم من يلجأ لتعلم مهارة يحتاج لها في عمله ، منهم من يتعلم لغة بغية السفر. المهم التنمية الذاتية هدفها هو تغيير حياة الإنسان إلى ما هو أفضل.
إن التنمية الذاتية وهم في حالة ما إذا كنت تتحرك و لا تتطور لأنك بكل بساطة تتعلم في المكان الغير الصحيح، التنمية الذاتية وهم إذا كنت تثرثر فقط لا تطبق ما تعلمته، مثلا ما الفائدة من تعلم مهارة التحدث أمام الجمهور و انت مازلت تتراجع عن تقديم عروض تقديمية في جامعتك... هذا إن دل عن شيء فإنما يدل على أنك لا تستفيد بالطريقة الصحيحية من الدورات أو أنك تضيع وقتك مع أشخاص لا يستحقون و لو النظر في وجوهم.
التنمية الذاتية حقيقة إذا طبقت ما تتعلم، التنمية الذاتية حقيقة إذا نشرت ما تعلمته وسط الناس محاربة منك للتفاهة المنتشرة في مجتمعنا العربي، التنمية الذاتية حقيقة إذا تعلمت في المكان الصحيح هناك أساتذة أجلاء يقدمون دورات محترفة أذكر على سبيل المثال لا الحصر : طارق سويدان، أيوب الأيوب... لم أسمع بأحد معروف هنا في المغرب مثل هؤلاء و لكن سأبحث بإذن الله حتى أجدهم لأن من يعمل بجد و يكون في بداياته يعمل في صمت لأنه يتعلم الكثير بحيث أنه يرى أن خروجه امام الإعلام و التباهي سيسبب له الكسل مما سيدفعه إلى تقديم محتوى ينطبق عليه ما ينطبق على الوجبات السريعة تضر و لا تنفع.
أتمنى أيها القارئ الكريم أن تراجع المصادر التي تعتمد عليها في تطوير ذاتك و لا تغرك جملة " شهادة معتمدة " هذه الجملة كلما رأيتها و الله أشمئز و غالبا ما يكتبها هؤلاء المتطفلين على هذا المجال في مدوناتهم و حساباتهم، قبل أن تسجل في أي دورة ابحث عن المدرب إذا لم تجد له أي محتوى في النت تراجع، إذا وجدت حاول تقييم جودته و بعد ذلك قرر هل ستتعلم من يده أو لا.
في الختام، عزيزي القارئ أنا لست مدرب تنمية ذاتية و لكن أعي حقيقتها و ذلك تحقق بعد سنتين من القراءة و البحث في هذا المجال و غالبا ما ستجدني في مقالاتي أتكلم بكل عقلانية و منطقية و لا أحاول الإستناد إلى أسلوب الخدعة و التظليل عن زواري لأنني أعرف أن الله يراقبني بحيث خلقني الله لأستخلفه في الأرض و أنشر العلم و المعلومة بين أفراد مجتمعي لا أن أنشر الفساد و التفاهة.
كن صارما في البحث عن مصادر تَعَلُمِكَ للتنمية الذاتية و لا تَنخَدِع بالمظاهر.
بقلم: حمزة سبكي
للتواصل معنا :
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق