ابتعد عن مشاهدة التفاهة.

0

 ابتعد عن مشاهدة التفاهة في اليوتيوب.



بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا و عملا متقبلا.

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
تاريخ اليوم 23 غشت 2020 الساعة 12:37

اليوم بحمد الله و قوته  عزيزي القارئ سنتكلم عن ما أصبح يروج في مجتمعنا المغربي من سلوكيات فاسدة لا تفيد لا صاحبها و لا المجتمع الذي ينتمي اليه و بالخصوص سأضع عيني على ظاهرة الفيديوهات الغير الأخلاقية المنتشرة في منصة اليوتيوب المنشورة من طرف قنوات مغربية.

قديما ما زلت أتذكر كان اليوتيوب منصة يجتمع فيها العقلاء شيء ما، كانت قنوات تنشر العلم و المعرفة فمثلا قنوات الطبخ و قنوات شرح المعلوميات...
 و كانت هذه المنصة يرتاعها فقط المهتمين و حتى الميسورين بحيث أن الإشتراك في الأنترنيت كان باهضا حينها و بدأت الأمور تتطور فبدأت بعد ذلك القنوات تنتشر هذا ما جعل اليوتيوب تعقد شراكة مع شركات متعددة حتى تعلن عندها و بالتالي الإعلانات أصبحت تظهر و أنت تشاهد هذه القنوات و حتى تعرف أن الأمر صعب جدا لا تظهر الإعلانات بطريقة عشوائية بل تظهر حسب اهتماماتك فمثلا إذا كنت مهتما بالرياضة و تشاهد فقط القنوات التي تتناول هذا الموضوع تصبح مباشرة فريسة لإعلانات الشركات الرياضية و حتى يتم التغطية عن الأمر- و أقصد هنا حتى يتم اغماض أعين المشاهدين و المنخرطين في هذه المنصة الذين ينزلون فيديوهاتهم على اليوتيوب - و ذلك من خلال رفع أرباح المنخرطين بحيث كل منخرط ناشط في هذه المنصة، ينزل الفيديوهات بصفة مستمرة تزيد حضوضه في  الربح، اضافة الى عدد المشتركين في القناة نفسها فكلما زاد عددهم كلما أصبح محتواك يملك قيمة أكبر ، ناهيك عن الأرباح التي تحصل عليها هذه القنوات عن طريق الإشهار الخارجي أي أن صاحب علامة تجارية أراد أن يروج لها فمن بين قنوات الترويج - قنوات مصطلح تسويقي نعني به هنا طرق الترويج - قنوات اليوتيوب ذات عدد كبير من المشتريكن فهنا يقدم عرضا مغريا لهؤلاء فما يبقى أمامهم سوى القبول.

كل ما سبق و ذكرته أمهد به للدخول في الموضوع الذي جئت من أجله، لنكمل عندما يجد صاحب القناة عروضا مغرية سواء من اليوتيوب أو المستشهرين -خارجيا- يصبح أمامه تحديا كبيرا و هو الإكثار من الفيديوهات فإذا كان يقدم فيديو في الأسبوع الأن أصبح أمامه تحدي تنزيل فيديو كل يوم و هذا صعب جدا فيبقى الحل هو التفاهة.

فيصبح يروج لمفاتن زوجته و في بعض الأحيان يقوم بإنتقاد قنوات أخرى بغية خلق نوع من الفرجة التي يبحث عنها الجمهور و حاليا انتشرت ظاهرة تسمى ب " روتيني اليومي " لن أذكر أسماء هذه القنوات حتى لا أسقط في حفرة التشهير بهم فأنا أتكلم دون ذكر اسم و الجمهور المغربي يعرف جيدا هذه الأمور.

" روتيني اليومي " مزبلة - لن أقول محتوى - تقوم على تقديم شيء ما استنادا لإيحاءات جنسية فمثلا أنت تشاهد فيديو طبخ فإذا بصاحبة الفيديو تقوم بإيحاءات جنسية و تلبس لباس أقل ما يقال عنه أنه حيواني و أعتذر بشدة عن الكلمة عزيزي القارئ، فبهذه الطريقة تجذب عيون الرجال الضعيفة و تحقق مشاهدات عالية و بالتالي ارتفاع الأرباح و لكن الأمر الذي لم افهمه أين إدارة يوتيوب من هذا،  و ما رد الحكومة المغربية عن هذا الأمر الذي يشوه بصورة المغرب.

إن إنتشار مثل هذه الفيديوهات التافهة أدى الى خلق تنافس كبير في سوق التفاهة فارتفع عدد القنوات التي تنشر هذا المحتوى و هنا ظهر سوق أخر ينتمي إلى سوق التفاهة و سوق يسمى ب ' الرياكشن ' و هو مرادف ردة فعل، بمعنى أنا شخص ما يفتح قناة و يبدأ في تنزيل فيديوهات محتواها هي ردة فعله عن ما يروج من فيديوهات و نادرا ما تجد قناة تنتمي الى هذا السوق تنشر محتوى هادف أو على الأقل يحترم المشاهد المغربي. 

هنا سأقول لك أيها القارئ المحترم انتبه لنفسك من هذه القنوات، فالقنوات الهادفة موجودة و متنوعة ابحث عنها و تعلم و استثمر و قتك في ما سيفيدك في مستقبلك.

و في الختام أدعوا الله سبحانه و تعالى أن يهدي أصحاب هذه القنوات و يرشدهم الى الطريق المستقيم.


بقلم: حمزة سبكي


للتواصل معنا:


لا يوجد تعليقات

أضف تعليق